نظام السقي بالفقارة يعتبر نظام ا...
نظام السقي بالفقارة
يعتبر نظام السقي بالفقارة التي تعد أقدم مصدر مائي للسقي ، وهي عبارة ع سلسلة من الآبار الارتوازية تحفر عموديا في الأرض للوصول إلى المياه الجوفية السطحية والبعد بين هذه الآبار يختلف باختلاف مناطق الفقاقير ونفس الشأن بالنسبة لعمق البئر . ترتبط هذه الأخيرة مع بعضها البعض في الأسفل (العمق) بواسطة انفاق واخديد (النفاد) تشق لتوصيل الماء بينها مع وجود انحدار بسيط يسمح بحركة الماء وتدفقه عبر الانفاق يتم استقباله عند المخرج بواسطة ساقية تدعى (اغيسروا) وتوجه الى الموزع (القسرية ) ليتم تقــــسيمها عـــــــبر نظام مدقق ( نظام الحبة ) ، ولهذا فهي تكتسب أهمية بالغة حيث أنها العمود الفقري للقطاع الفلاحي في هذه المناطق الصحراوية والفقارة بلهجة الزناتة تدعى (افلي ) يعني العين الكبيرة ، للفقارة طريقة خاصة ومتميزة في تقسيم المياه متبعة في جميع الأماكن عبر الأزمنة،هذه الطريقة مدققة بشكل كبير يجيدها أهل الاختصاص في الميدان ، حيث يتم من خلالها تعيين حصة كل مستفيد، ولهذه الطريقة أدوات خاصة بالتقسيم من بينها وأشهرها في وقتنا الحاضر، اللوح أو الشقفة و هي آلة تستعمل لقياس تدفق ماء الفقارة ، وهي عبارة عن صفيحة معدنية قد تكون مستطيلة أو دائرية الشكل بها ثقوب مستديرة بأقطار مختلفة ، مصنوعة من النحاس. و أنوعها ثلاثة ، الشقفة الكبيرة لكيل القسرية الكبيرة ، الشقفة المتوسطة لكيل القسرية المتوسطة الشقفة الصغيرة لكيل القسرية الصغيرة . وحدات القياس هي الوحدة الأولى: تسمى الحبة وهي نوعين حبة معبود وهي حبة المكتوبة في الزمام والكيل وهي حبة وهمية تزيد وتنقص حسب زيادة الماء ونقصانه في الفقارة. أما الحبة ازريق فهي الحبة الحقيقية الثابتة في شقفة الكيل وقطرها 13 مم بمنسوب مائي واحد في الدقيقة. تقاس الحبة زريق بالشقفة ويتم من خلالها معرفة إجمالي ماء الفقارة. الوحدة الثانية: تسمى القيراط الوحدة الثالثة: لها عدة أسماء حسب المناطق (الماجن – العود- الثمن) بهذه الأخيرة في الغالب تعد حصص الأفراد والماجن تجزأ إلى 24 جزء وكل جزء يسمى قيراط القيراط . وتتم عملية الكيل بغلق كل السواقي مع وضع (بلاط فورم) ثم يقوم بعملية تثبيت الشقفة على بعد 80 سم من القسرية. أثناء القيام بعملية الكيل لا ينبغي لأي شخص العبث بالماء لهذا يقومون بوضع شخص أو شخصين على بعد 100م لحراسة السواقي الرئيسية المجاورة للملكية حتى لا يقومون بالعبث بالماء أثناء عملية الكيل، أو تكون على الأقل على بعد 100م حتى لا يؤثر على طريقة الكيل. أثناء الشروع في عملية الكيل يقوم الكيال بفتح بعض عيون الشقفة ويترك فقط العيون الموازية لعين القسرية المراد زيادة الماء للشخص فيها، وعند دخول الماء في الشقفة أكثر من 10-15سم يقوم بعملية فتح عيون أخرى إلى أن يتساوى منسوب الماء مع ارتفاع الشقفة وإذا كان ناقص فإنه يعمل على غلق عيون حتى تتساوى كذلك. وقديما كانوا يستعملون لوحة التسجيل المصنوعة من الطين، ويسجلون عليها عدد الحبات الناتجة عن عملية الكيل، بمجرد ما تتم العملية ويلاحظ أنها مضبوطة يأتي دور(الحساب) الذي يعمل على جمع العلامات التي وضعها الكيال على لوحة التسجيل، وبعدها يأتي دور الشاهد الذي يعلن عن عدد الحبة معبود للشخص الذي كيل له الماء والملاكين، وعملية الحساب تعتبر عملية معقدة.
كانوا في القديم يحسبون على الرمل وهاته العملية مبنية على الأعداد المركبة حيث يضربون عدد الحبة في (24) (عدد الحبة معبود * 24) وإذا لم تكن القسمة متساوية، أي إذا كان الباقي من عملية القسمة يقومون بضرب الباقي في(24) حيث يعتبر الباقي (قيراط )، (24 *الباقي) = (القيراط* 24)، وفي هذه الحالة يصبح عندنا القيراط وهنا نستطيع أن نقول أن الحبة معبود تقدر بكذا وكذا من القيراط.شروط الكيل : لا تكون عملية الكيل سارية المفعول أو قانونية إلا بتوفر العناصر التالية : لوحة الكيل: وهي الشقفة بها عدد ثقوب متفاوتة الأقطار فيما بينها بحيث كل ثقب يمثل وحدة الكيل أو معيار (الحبة – نصف حبة – ربع حبة – قيراط). حسب عدد المشاركين في الفقارة كل مشارك أو مالك يأخذ الكمية الخاصة به من الماء. الكيال: وهو الشخص الذي يقوم بعملية الكيل وذلك بإحضار الشقفة معه لحساب الماء وتقسيمه على أصحابه، ويشترط فيه أن يكون ذو خبرة ومن أهل الاختصاص، وعادة ما يكون في كل قصر كيال وأحيانا يشترك الكيال الواحد في عدة قصور. المكيل له: وهو الشخص المعني بهذه العملية من واجبه الحضور عند عملية الكيل لكي لا يشك في كمية المياه الموجهة له. الشاهد: وهو الشخص المعين من قبل الناس من واجبه الحضور أثناء عملية الكيل، ويكون في غالب الأحيان إمام مسجد أو حاكم بالمنطقة أو كبير القصر أو المنطقة و من واجبه أيضا أن يكون بحوزته سجل خاص بحجم الماء الموجه لكل مالك أو مشارك في الفقارة . وجود الزمام: وهو الجريدة الرسمية لمعلومات الفقارة والذي يحتفظ به عادة عند إمام المسجد أو كبير القصر.
ملاحظة : إن عملية الكيل للفقارة عادة ما تكون في فصــل الربيع أو فصل الخريف وذلك لان كمية الماء تكون ثابتة في هذين الفصلين على غرار فصل الصيف وفصل الشتاء لان في فصل الشتاء يتغير منسوب المياه بفضل تساقط الأمطار وفي فصل الصيف حيث إن درجة الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تبخر كمية كبيرة من الماء وهذا قد يغير من منسوبها العادي. أما الكيال فهو مهندس الكيل وهو تقني الآلة،الذي يقوم بعملية الكيل وتوزيع المياه حسب معطيات الجريدة أو زمام الكيل وبحضور المعنيين، وهو كيال للعديد من الفقارات. لماذا لا يوجد عدة مكايل و كيالين في المنطقة ؟ حتى تتوحد المقاييس وتتوحد المقادير ويقاس أو يكتال بمكيال واحد للجميع. وخاصة أن المقاييس تقريبية وليست دقيقة وإذا تعددت الآلات تعدد حجم الحبات. والكيال مؤتمن على عملية الكيل ويأخذ أجرا مقابل عمله، أما طريقة الكيل بسيطة فمثلا إذا كانت فقارة بها 100 حبة ازريق ومالكيها في رسومهم 200 حبة معبود فتضرب هذه الحبات الحقيقية في 2 وهذا ما يسمى بالنفخ في الحبات، ويأخذ على كل حبة نصف حبة أي 12 قيراط. أما إذا كان العكس تم العمل في الفقارة وجاء بها ماء كثير مثلا: 300حبة ومالكيها في رسوماتهم 200حبة فيأخذ على كل حبة: حبة ونصف أي يصبح مقدار الحبة 36قيراط وهذا نادر ما يحدث، وعلى هذا فإن تقسيم المجموع على القيراط وقيراط القيراط لتقسيم الإجمالي على الحبات وبذلك تسهل عملية التقسيم بدقة وهذا في حالة موت الفقارة أو ضعف المنسوب المائي. ولتوضيح الطريقة: مجموع ماء الفقارة مثلا 100حبة ومجموع عدد حبات مالكيها في رسوماتهم 400 حبة، فكيف يتم التقسيم ؟ العملية بسيطة 100*24 قيراط = 2400 قيراط. 2400÷400= 6 قيراط لكل حبة، إذا أصبحت قيمة الحبة 6 قيراط وهكذا(2 حيث تشكل المياه الجوفية عصب الحياة في هذه الأقاليم: توات ، قوراراة ، تيديكليت ، حيث تشارك كلها في الطبقة المائية الواحدة وهي ترجع الكونتينتال أنتر كلر الذي له عمر الكرتاسي الأدنى ، وتمتد على مسافة 600000 كلم2 ويتراوح عمق هذه الطبقة من 800 إلى 1500م وحسب الدراسات التي أجريت ، فإن الطبقة الالبينية تتجدد ، ولكن هذا التجدد يتم بوتيرة بطيئة جدا حيث أن المياه المتواجدة حاليا ترجع في الأصل إلى الأمطار التي سقطت منذ فترات . وفي منطقة رقان بتوات نجد طبقتين مائيتين هما الطبقة المائية الحرة ، والتي تتغذى منها الفقارة ويتراوح عمقها مابين 25-12 والطبقة المائية الأسيرة ، و يتراوح عمقها مابين 70-115 م2.
تعليقات