🕯 التاريخ المنسى يتأرجح بين شفى الاموات وذاكرة الاحياء 🕯 🇩🇿 بشهادة الشهيد الحى السيد المحافظ المجاهد الحاج عبدالقادر طواهير 🇩🇿 🕯 ...
🕯التاريخ المنسى يتأرجح بين شفى الاموات وذاكرة الاحياء🕯🇩🇿
بشهادة الشهيد الحى السيد المحافظ المجاهد الحاج عبدالقادر طواهير
🇩🇿🕯مقاومة سكان الجنوب لمشروع فصل الصحراء🕯🇩🇿
- مظاهرات ورقلة وتقرت والطيبات صفحات مشرقة من مقاومة سكان الجنوب لمشروع فصل الصحراء. شهد الجنوب الجزائري في السنتين الأخيرتين من عمر الثورة التحريرية عديد الأحداث البارزة التي ساهمت بشكل مباشر في الإسراع على التوقيع على إتفاقياتيايفيانفي 18 مارس 1962 وكانت دعما إضافيا للمفاوض الجزائري والتمهيد لوقف إطلاق النار عبر كامل التراب الوطني بدء من 19 مارس 1962 ومن هذه الأحداث التي سجلها التاريخ الإنساني لأحرار جنوبنا الكبير عديد المظاهرات التي طالب من خلالها سكان الصحراء بوحدة الجزائر الترابية وأن الصحراء جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ومنها مظاهرة05جويلية 1961 الحاشدة التي شهدتها عديد المدن الجزائرية بمناسبة اليوم الوطني للكفاح ضد التقسيم الذي دعت إليه الحكومة المؤقتة الجزائرية لمقاومة فكرة الجنرال الفرنسي شارل ديغول الرامية إلى فصل الصحراء عن الوطن الأم الجزائر ورغم أن هذه المظاهرة لم تكن بمدينة دون غيرها من المدن و شهدتها كل ربوع الوطن إلا أن البداية كانت مع مواطني منطقة تقرتالذين أبلوا البلاء الحسن وتحدوا السلطة الاستعمارية الغاشمة آنذاك و ثبتوا راية الشهداء على قبة الولي الصالح سيدي محمد بن يحي بالقرب من نزل الواحات حاليا مما اضطر حاكم الإقليم العسكري لتقرت يومها الى اعطاء الاوامر لقواته لانتزاع العلم الجزائري بواسطه طائرة الهيليكوبتر في مشهد لايزال يتذكره الكثير من كبار السن من سكان الجهة وقد جاء في نص الدعوة الى الاضراب الشامل الموجه لسكان تقرت وبقية مواطني المدن الجزائرية والذي جاء تحت شعار الصحراء الجزائرية " في وقت واحد وفي كل مدن الجزائر من العاصمة و المدن الكبرى الى أصغر دشرة و أبعد دوار ينفذ الاضراب العام تنفيذا دقيقا وشاملا و تجري المظاهرات التي يشارك فيها كل المواطنين من رجال ونساء وشيوخ وأطفال .. وفي نفس الوقت يقوم جيش التحرير بهجمات خاطفة مظفرة على المراكز العسكرية الفرنسية وينصب الكمائن لدوريات و قوافل الجيش الفرنسي " كما جاءت مظاهرات 27 فبراير 1962 بورقلة ايضا كرد على السياسة المنتهجة آنذاك من قبل الجنرال الفرنسي شارل ديغول الرامية الى فصل الصحراء وهي المظاهرة التي انطلقت زوال يوم السبت 27 فبراير 1962 الموافق 23 من شهر رمضان 1381 هجرية من قصر ورقلة بالقرب من سوق الأحد حاليا بناء على نص الرسالة الموجهة الى شيوخ البلديات بورقلة والتي حررها المجاهد محمد شنوفي المسؤول بالولاية السادسة التاريخية من منزل المجاهد الحاج بومادة بحي بني ثور(1) وقد اتخذت هذه المظاهرة طريقها باتجاه مسجد المالكية ثم مقر إدارة نيابة العمالةحيث خرجأهالي قصر ورقلة و الكثير من سكان الاحياء والقرى و المداشر المحيطة بها للقيام بمظاهرة عارمة مباشرة عقب وصول الوفد الفرنسي الحكومي بقيادة وزير الصحراء ماكس لوجان أمسية 27 فبراير 1962 الى مطار عين البيضاء بورقلة وهو ما ادى بقوات كبيرة من وحدات الجيش الفرنسي تعززها الدبابات و المدرعات تدعمها وحدات المشاة من اللفيف الأجنبي و رجال الدرك ان تتدخل بكل عنف و ضراوة محاولة إيقاف زحف المتظاهرين العزل المتوجهين صوب مقر العمالة حيث نزل الوفد الفرنسي و لما تأكدت قوات الدرك من صمود المتظاهرين شرعت في رميهم بالقنابل المسلية للدموع و الرصاص المطاطي لكن إيمانهم بقضية وطنهم جعلهم لا يعبؤون بذلك ليأتي دور المرتزقة و الدرك معا حيث تمركزوا وراء أسوار الحدائق المطلة على السوق و المحيطة بقصر المدينة العتيق ثم شرعوا في إطلاق نيران رشاشاتهم بالذخيرة الحية على الجموع الغفيرة من المواطنين ومطاردتهم في الشوارع والساحات فاشتبك المتظاهرون حينها مع قوات العدو باستعمال السلاح الأبيض كالخناجر والعصي وقطع الحديد المترامية والحجارة… وبقيت الحالة مستمرة على ما هي عليه إلى ساعة متأخرة من أمسية ذلك اليوم ما ادى الى استشهاد 05 مواطنين حسب شهادة الحاج مبروك بن المير احد المشاركين في المظاهرة من بينهم الشطي الوكال الذي كان متقدم المحتجين حاملا الراية الوطنية والمدعو خليفة بن خليفة وشخص آخر يعرف باسم لصفر و جرح نحو 20 آخرين بجراح خطيرة من بينهم المجاهد عبد القادر طواهير الذي اصيب بالرصاص في صدره و يده اليمنى التي بترت منها اصبعه الابهام ورغم محاولة السلطة الفرنسية يومها التغطية عن هذه الاحداث والتقليل من شأنها كعادتها دائما الا ان هذه المظاهرة التي غطتها وسائل الاعلام الفرنسية والاجنبية غيرت الكثير من المعطيات لصالح القضية الوطنية لدى الراي العام الدولي وأعطت ايضا دعما قويا للمفاوض الجزائري عشية دخوله المرحلة الأخيرة من مفاوضات ايفيان التي تم التوقيع على بنودها في 18 مارس من ذات السنة و أحبطت بذلك جميع مناورات الاستعمار الفرنسي في الداخل والخارج الرامية الى فصل الصحراء عن الوطن الأم والاستيلاء عن خيراتها و برهنت للرأي العام الوطني و الدولي على مدى تمسك سكان الصحراء و الجنوب عموما بوحدة التراب الجزائري كما كانت حادثة السبت الأسود بورقلة التي أعطت درسا في الوطنية للمستعمر البغيض بمثابة النبراس الذي أنار درب الآخرين وازال شبح الخوف عن مناطق اخرى من ربوع هذا الجنوب حيث شهدت مدينة تقرت من جديد مظاهرات شعبية حاشدة مناهضة هي الاخرى للمشروع الديغولي القاضي بفصل الصحراء و قد جاءت هذه المظاهرة يوم 07 مارس 1962 على اثر اجتماع بعض مسؤولي اللجان المدنية بتقرت يومين قبل اندلاع المظاهرتين تم اختيار السابع مارس لكونه يصادف عيد الفطر المبارك اي يوم عطلة و في صبيحته يجتمع الناس لأداء صلاة العيد مما يساهم في جمع اكبر عدد ممكن من المتظاهرين كما ان هذا اليوم يصادف ايضا بدء مفاوضات إيفيان الاخيرة بين الوفد الجزائري ونظيره الفرنسي ما يجعل هذه المظاهرة أداة ضغط تستعملها الجبهة في مفاوضاتها الجارية ورغم التحذيرات التي تلقاها الكثير من المناضلين من مغبة الخروج الى الشارع و القيام بهذه المظاهرة إلا أن تصميم وعزم هؤلاء الوطنيين لم يثنهم امام ارهاب مصالح الاستخبارات الفرنسية ليجوبوا الشوارع والاحياء رافعين الاعلام الوطنية مرددين شعارات " تحيا الجزائر .. فرنسا وراء البحر .. الصحراء جزائرية .. "صبيحة السابع مارس لبضع ساعات كانت كافية لإيصال رسالتهم و صرختهم التي كشفت حقيقة المخطط الاستعماري الذي لم تتدخل قواته لوقف حد لهذه المسيرة السلمية خوفا من ردود الفعل الدولية خاصة وان مظاهرات ورقلة التي سبقتها شهدت وفيات وجرحى وهو ما أرادت السلطة الفرنسية ان تتفاداه في تقرت وغير بعيد عن عاصمة وادي ريغ تقرتتعد مظاهرات 13 مارس 1962 بالمنقر بالقرب من الطيبات آخر حلقة من سلسلة المظاهرات التي دعت اليها قيادة الثورة التحريرية الهادفة هي الاخرى الى رفض الاطروحة الديغولية الرامية الى فصل الصحراء و تأكيد الوحدة الوطنية و في الوقت ذاته دعم موقف الحكومة المؤقتة الجزائرية في آخر جولة من مفاوضاتها مع فرنسا الجارية بإيفيان وقد ابانت فرنسا الاستعمارية من خلال هذه المظاهرات منذ البداية عن وجهها الاجرامي باستقدامها لعدد كبير من الجند مدعمين بالدبابات والطائرات التي تدخلت منذ اللحظات الاولى وتوزعت في احياء وضواحي البلدة كالبحري - انواورة - الحمراية - امية لوصيف و القصاصة قبل ان تبدأ المظاهرة التي انطلقت من وسط قرية المنقر بحي السوق القديم باتجاه زاوية الشيخ على بن الصديق التي تعد مركزا روحيا لأغلبيةسكان المنطقة وهي التي لعبت دورا هاما في دعم مجاهدي الثورة وتأمينهم من عيون الاستعمار و امام ضخامة الاعداد الكبيرة للمشاركين في المظاهرة من شيوخ وشباب ونساء واطفال عزل الرافعين للراية الوطنية و الهاتفين بحياة الجزائر ووحدة أراضيها و استقلالها الوطني اعطيت تعليماتصريحة لجنود العدو بالسيطرة على الوضع بكل الوسائل ليبدأالقصف العشوائي الذي لم يستثن حتى الحيوانات فما بالك بالإنسان مما اسفر عن استشهاد 11 بين مواطن ومناضل وهم صالح غندير/ علي شوية / العايش خورارة / بشير خورارة/ محمد مايو بن الحاج بن علي / لخضر بوقصة / محمد خيراني / محمد نواري / محمد زروق نواري / خليفة جدو / و محمد الصغير بلة(2) اضافة الى عدد كبير من الجرحى والمعتقلين ممن ارسلوا الى مركز التعذيب بدار دبب تقرتالتي كانت شاهدة هي على مدى بشاعة الطغمة الاستعمارية الفرنسية كما كانت مظاهرات منطقة الحجيرة في 10 افريل 1962 امتدادا لكفاح ابناء الجنوب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي فرغم انه لا علاقة لها بقضية فصل الصحراء لأنها جاءت عقب وقف اطلاق النار الا انها جاءت ردا على زيارة والي ولاية الواحات الفرنسي بايلو" baylot" رفقة مجموعة من المسؤولين من بينهم العميل حمزة بوبكر رئيس المجلس العام لعمالة الواحات احد الداعمين لمشروع الجنرال ديغول الرامي لفصلالصحراء للحجيرة التي كانت تسمى آنذاك ببلدية اولاد عمر و نتيجة ايضا للاستفزازات التي قام بها رئيس البلدية الفرنسي الضابط فيدال روبير الذي أرغم الاهالي على الحضور و الهتاف بحياة فرنسا وهم رافعين راياتها ما ادى بالمتظاهرين الى الخروج من الجهة الجنوبية للقصر القديم بأمر من قيادة الثورة رافضين ما يجري من أحداث وهم رافعين الاعلام الوطنية التي تمت إخاطتها ليلة المظاهرة بعد ان علموا بزيارة الوفد الفرنسي وهاتفين عبارات " الله اكبر .. تحيا الجزائر .. الجزائر جزائرية .. يحي جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني " و شعارات اخرى كثيرة تمجد الوطن وجيش وجبهة التحرير صمت أذان المعمرين الفرنسيين وسلطتهم المدنية والعسكرية لتثور بعدها ثائرتهم و تعطى الاوامر لقوات الجيش المدعمة بتعزيزات كبيرة قدمت من تقرت والعالية بالبدء في اطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين المنددين بالزيارة ومطاردتهم في الازقة والاحياء مع شنها لحملة تفتيشية كبيرة داخل البيوت ما أدى الى سقوط ستة شهداء وهم عبد الرحمن مبروكي – الصغير بالطيب- احمد بلمعبدي– محمد رحيم بن الحبيب – عبد القادر بن الشيخ و بلخير بلمهدي وتسجيل أزيد من 30 جريحا من بينهم عدد ممن تم عدهم ضمن المعطوبين كما هو الحال للمجاهد عبد القادر بلحاج الذي بترت ذراعه اليمنى والمجاهد المعطوب رحيم الشيخ الذي اصيب على مستوى ذراعه وركبته اليمنى وظهره مما يؤكد بشاعة الآلة الاستعمارية الفرنسية التي خاب أملها في انتزاع الصحراء من ابنائها والاستيلاء على خيراتها خاصة بعد اكتشاف النفط في حاسي مسعود والغاز في عين أمناس بفضل تجند الاهالي في جنوب البلاد الذين دحضوا مخططاتها الدنيئة مؤكدين لفرنسا الاستعمارية و للعالم اجمع انتماءهم لهذا الوطن وتشبثهم بوحدته الترابية وان الصحراء جزء لا يتجزأ من الوطن الام الجزائر وان سكان الصحراء لا يمكنهم الا ان يكونوا جزائريين . هوامش (1) نص الرسالة الموجهة الى شيوخ البلديات بورقلة من اجل حثهم على القيام بمظاهرة يوم 27 فبراير 1962 للرد على سياسية السلطات الاستعمارية الفرنسية الرامية الى فصل الصحراء الجزائرية عن الوطن الام الجزائر ... الجمهورية الجزائرية جبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري الولاية السادسة / المنطقة الرابعة / الناحية الرابعة إلى الأخسي العيد رقم (07) بعد السلام الوطني أبعث إليكم هذه التعليمات يجب أن تعيروها اهتمامكم وأن تأمروا كافة المواطنين بأن يقوموا بمظاهرات يوم 27 فبراير 1962 عند الساعة الثامنة صباحا ليعبروا فيها على أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية هي الممثل الوحيد للشعب الجزائري ويهتفوا بأن الصحراء جزائرية ويرفعون العلم الوطني إن هذا الوقت مناسب والكيفية تكون كما يلي تجمعون الشبان وتأمرونهم بأن يقوموا بالمبادرة ويأتي من ورائهم كافة المواطنين نساء ورجالاإذ الأمة كلها تنتظر المبادرةإنكم بتضحياتكم ترفعون رأس بلادكم عاليا وتزيلون عنها وتزعزعون أركانهموالسلام (2) اول شهيد في مظاهرات المنقر كان محمد مايو بن الحاج علي ثم لخضر بورقعة– محمد الصغيربلة– علي شوية – خليفة بن جدو – صالح غندير– العايش خورارة فيما أصيب بجروح خطيرة استشهد على اثرها بعد يومين محمد نواري بن محمود – بشير خورارة– محمد زروق نواري – و محمد خيراني الذي استشهد اثر انفجار قنبلة بالمنقر الغربي.جريدة التحرير الجزائرية. ...بقلم / عبد الله عمراوي
بشهادة الشهيد الحى السيد المحافظ المجاهد الحاج عبدالقادر طواهير
🇩🇿🕯مقاومة سكان الجنوب لمشروع فصل الصحراء🕯🇩🇿
- مظاهرات ورقلة وتقرت والطيبات صفحات مشرقة من مقاومة سكان الجنوب لمشروع فصل الصحراء. شهد الجنوب الجزائري في السنتين الأخيرتين من عمر الثورة التحريرية عديد الأحداث البارزة التي ساهمت بشكل مباشر في الإسراع على التوقيع على إتفاقياتيايفيانفي 18 مارس 1962 وكانت دعما إضافيا للمفاوض الجزائري والتمهيد لوقف إطلاق النار عبر كامل التراب الوطني بدء من 19 مارس 1962 ومن هذه الأحداث التي سجلها التاريخ الإنساني لأحرار جنوبنا الكبير عديد المظاهرات التي طالب من خلالها سكان الصحراء بوحدة الجزائر الترابية وأن الصحراء جزء لا يتجزأ من هذا الوطن ومنها مظاهرة05جويلية 1961 الحاشدة التي شهدتها عديد المدن الجزائرية بمناسبة اليوم الوطني للكفاح ضد التقسيم الذي دعت إليه الحكومة المؤقتة الجزائرية لمقاومة فكرة الجنرال الفرنسي شارل ديغول الرامية إلى فصل الصحراء عن الوطن الأم الجزائر ورغم أن هذه المظاهرة لم تكن بمدينة دون غيرها من المدن و شهدتها كل ربوع الوطن إلا أن البداية كانت مع مواطني منطقة تقرتالذين أبلوا البلاء الحسن وتحدوا السلطة الاستعمارية الغاشمة آنذاك و ثبتوا راية الشهداء على قبة الولي الصالح سيدي محمد بن يحي بالقرب من نزل الواحات حاليا مما اضطر حاكم الإقليم العسكري لتقرت يومها الى اعطاء الاوامر لقواته لانتزاع العلم الجزائري بواسطه طائرة الهيليكوبتر في مشهد لايزال يتذكره الكثير من كبار السن من سكان الجهة وقد جاء في نص الدعوة الى الاضراب الشامل الموجه لسكان تقرت وبقية مواطني المدن الجزائرية والذي جاء تحت شعار الصحراء الجزائرية " في وقت واحد وفي كل مدن الجزائر من العاصمة و المدن الكبرى الى أصغر دشرة و أبعد دوار ينفذ الاضراب العام تنفيذا دقيقا وشاملا و تجري المظاهرات التي يشارك فيها كل المواطنين من رجال ونساء وشيوخ وأطفال .. وفي نفس الوقت يقوم جيش التحرير بهجمات خاطفة مظفرة على المراكز العسكرية الفرنسية وينصب الكمائن لدوريات و قوافل الجيش الفرنسي " كما جاءت مظاهرات 27 فبراير 1962 بورقلة ايضا كرد على السياسة المنتهجة آنذاك من قبل الجنرال الفرنسي شارل ديغول الرامية الى فصل الصحراء وهي المظاهرة التي انطلقت زوال يوم السبت 27 فبراير 1962 الموافق 23 من شهر رمضان 1381 هجرية من قصر ورقلة بالقرب من سوق الأحد حاليا بناء على نص الرسالة الموجهة الى شيوخ البلديات بورقلة والتي حررها المجاهد محمد شنوفي المسؤول بالولاية السادسة التاريخية من منزل المجاهد الحاج بومادة بحي بني ثور(1) وقد اتخذت هذه المظاهرة طريقها باتجاه مسجد المالكية ثم مقر إدارة نيابة العمالةحيث خرجأهالي قصر ورقلة و الكثير من سكان الاحياء والقرى و المداشر المحيطة بها للقيام بمظاهرة عارمة مباشرة عقب وصول الوفد الفرنسي الحكومي بقيادة وزير الصحراء ماكس لوجان أمسية 27 فبراير 1962 الى مطار عين البيضاء بورقلة وهو ما ادى بقوات كبيرة من وحدات الجيش الفرنسي تعززها الدبابات و المدرعات تدعمها وحدات المشاة من اللفيف الأجنبي و رجال الدرك ان تتدخل بكل عنف و ضراوة محاولة إيقاف زحف المتظاهرين العزل المتوجهين صوب مقر العمالة حيث نزل الوفد الفرنسي و لما تأكدت قوات الدرك من صمود المتظاهرين شرعت في رميهم بالقنابل المسلية للدموع و الرصاص المطاطي لكن إيمانهم بقضية وطنهم جعلهم لا يعبؤون بذلك ليأتي دور المرتزقة و الدرك معا حيث تمركزوا وراء أسوار الحدائق المطلة على السوق و المحيطة بقصر المدينة العتيق ثم شرعوا في إطلاق نيران رشاشاتهم بالذخيرة الحية على الجموع الغفيرة من المواطنين ومطاردتهم في الشوارع والساحات فاشتبك المتظاهرون حينها مع قوات العدو باستعمال السلاح الأبيض كالخناجر والعصي وقطع الحديد المترامية والحجارة… وبقيت الحالة مستمرة على ما هي عليه إلى ساعة متأخرة من أمسية ذلك اليوم ما ادى الى استشهاد 05 مواطنين حسب شهادة الحاج مبروك بن المير احد المشاركين في المظاهرة من بينهم الشطي الوكال الذي كان متقدم المحتجين حاملا الراية الوطنية والمدعو خليفة بن خليفة وشخص آخر يعرف باسم لصفر و جرح نحو 20 آخرين بجراح خطيرة من بينهم المجاهد عبد القادر طواهير الذي اصيب بالرصاص في صدره و يده اليمنى التي بترت منها اصبعه الابهام ورغم محاولة السلطة الفرنسية يومها التغطية عن هذه الاحداث والتقليل من شأنها كعادتها دائما الا ان هذه المظاهرة التي غطتها وسائل الاعلام الفرنسية والاجنبية غيرت الكثير من المعطيات لصالح القضية الوطنية لدى الراي العام الدولي وأعطت ايضا دعما قويا للمفاوض الجزائري عشية دخوله المرحلة الأخيرة من مفاوضات ايفيان التي تم التوقيع على بنودها في 18 مارس من ذات السنة و أحبطت بذلك جميع مناورات الاستعمار الفرنسي في الداخل والخارج الرامية الى فصل الصحراء عن الوطن الأم والاستيلاء عن خيراتها و برهنت للرأي العام الوطني و الدولي على مدى تمسك سكان الصحراء و الجنوب عموما بوحدة التراب الجزائري كما كانت حادثة السبت الأسود بورقلة التي أعطت درسا في الوطنية للمستعمر البغيض بمثابة النبراس الذي أنار درب الآخرين وازال شبح الخوف عن مناطق اخرى من ربوع هذا الجنوب حيث شهدت مدينة تقرت من جديد مظاهرات شعبية حاشدة مناهضة هي الاخرى للمشروع الديغولي القاضي بفصل الصحراء و قد جاءت هذه المظاهرة يوم 07 مارس 1962 على اثر اجتماع بعض مسؤولي اللجان المدنية بتقرت يومين قبل اندلاع المظاهرتين تم اختيار السابع مارس لكونه يصادف عيد الفطر المبارك اي يوم عطلة و في صبيحته يجتمع الناس لأداء صلاة العيد مما يساهم في جمع اكبر عدد ممكن من المتظاهرين كما ان هذا اليوم يصادف ايضا بدء مفاوضات إيفيان الاخيرة بين الوفد الجزائري ونظيره الفرنسي ما يجعل هذه المظاهرة أداة ضغط تستعملها الجبهة في مفاوضاتها الجارية ورغم التحذيرات التي تلقاها الكثير من المناضلين من مغبة الخروج الى الشارع و القيام بهذه المظاهرة إلا أن تصميم وعزم هؤلاء الوطنيين لم يثنهم امام ارهاب مصالح الاستخبارات الفرنسية ليجوبوا الشوارع والاحياء رافعين الاعلام الوطنية مرددين شعارات " تحيا الجزائر .. فرنسا وراء البحر .. الصحراء جزائرية .. "صبيحة السابع مارس لبضع ساعات كانت كافية لإيصال رسالتهم و صرختهم التي كشفت حقيقة المخطط الاستعماري الذي لم تتدخل قواته لوقف حد لهذه المسيرة السلمية خوفا من ردود الفعل الدولية خاصة وان مظاهرات ورقلة التي سبقتها شهدت وفيات وجرحى وهو ما أرادت السلطة الفرنسية ان تتفاداه في تقرت وغير بعيد عن عاصمة وادي ريغ تقرتتعد مظاهرات 13 مارس 1962 بالمنقر بالقرب من الطيبات آخر حلقة من سلسلة المظاهرات التي دعت اليها قيادة الثورة التحريرية الهادفة هي الاخرى الى رفض الاطروحة الديغولية الرامية الى فصل الصحراء و تأكيد الوحدة الوطنية و في الوقت ذاته دعم موقف الحكومة المؤقتة الجزائرية في آخر جولة من مفاوضاتها مع فرنسا الجارية بإيفيان وقد ابانت فرنسا الاستعمارية من خلال هذه المظاهرات منذ البداية عن وجهها الاجرامي باستقدامها لعدد كبير من الجند مدعمين بالدبابات والطائرات التي تدخلت منذ اللحظات الاولى وتوزعت في احياء وضواحي البلدة كالبحري - انواورة - الحمراية - امية لوصيف و القصاصة قبل ان تبدأ المظاهرة التي انطلقت من وسط قرية المنقر بحي السوق القديم باتجاه زاوية الشيخ على بن الصديق التي تعد مركزا روحيا لأغلبيةسكان المنطقة وهي التي لعبت دورا هاما في دعم مجاهدي الثورة وتأمينهم من عيون الاستعمار و امام ضخامة الاعداد الكبيرة للمشاركين في المظاهرة من شيوخ وشباب ونساء واطفال عزل الرافعين للراية الوطنية و الهاتفين بحياة الجزائر ووحدة أراضيها و استقلالها الوطني اعطيت تعليماتصريحة لجنود العدو بالسيطرة على الوضع بكل الوسائل ليبدأالقصف العشوائي الذي لم يستثن حتى الحيوانات فما بالك بالإنسان مما اسفر عن استشهاد 11 بين مواطن ومناضل وهم صالح غندير/ علي شوية / العايش خورارة / بشير خورارة/ محمد مايو بن الحاج بن علي / لخضر بوقصة / محمد خيراني / محمد نواري / محمد زروق نواري / خليفة جدو / و محمد الصغير بلة(2) اضافة الى عدد كبير من الجرحى والمعتقلين ممن ارسلوا الى مركز التعذيب بدار دبب تقرتالتي كانت شاهدة هي على مدى بشاعة الطغمة الاستعمارية الفرنسية كما كانت مظاهرات منطقة الحجيرة في 10 افريل 1962 امتدادا لكفاح ابناء الجنوب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي فرغم انه لا علاقة لها بقضية فصل الصحراء لأنها جاءت عقب وقف اطلاق النار الا انها جاءت ردا على زيارة والي ولاية الواحات الفرنسي بايلو" baylot" رفقة مجموعة من المسؤولين من بينهم العميل حمزة بوبكر رئيس المجلس العام لعمالة الواحات احد الداعمين لمشروع الجنرال ديغول الرامي لفصلالصحراء للحجيرة التي كانت تسمى آنذاك ببلدية اولاد عمر و نتيجة ايضا للاستفزازات التي قام بها رئيس البلدية الفرنسي الضابط فيدال روبير الذي أرغم الاهالي على الحضور و الهتاف بحياة فرنسا وهم رافعين راياتها ما ادى بالمتظاهرين الى الخروج من الجهة الجنوبية للقصر القديم بأمر من قيادة الثورة رافضين ما يجري من أحداث وهم رافعين الاعلام الوطنية التي تمت إخاطتها ليلة المظاهرة بعد ان علموا بزيارة الوفد الفرنسي وهاتفين عبارات " الله اكبر .. تحيا الجزائر .. الجزائر جزائرية .. يحي جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني " و شعارات اخرى كثيرة تمجد الوطن وجيش وجبهة التحرير صمت أذان المعمرين الفرنسيين وسلطتهم المدنية والعسكرية لتثور بعدها ثائرتهم و تعطى الاوامر لقوات الجيش المدعمة بتعزيزات كبيرة قدمت من تقرت والعالية بالبدء في اطلاق النار عشوائيا على المتظاهرين المنددين بالزيارة ومطاردتهم في الازقة والاحياء مع شنها لحملة تفتيشية كبيرة داخل البيوت ما أدى الى سقوط ستة شهداء وهم عبد الرحمن مبروكي – الصغير بالطيب- احمد بلمعبدي– محمد رحيم بن الحبيب – عبد القادر بن الشيخ و بلخير بلمهدي وتسجيل أزيد من 30 جريحا من بينهم عدد ممن تم عدهم ضمن المعطوبين كما هو الحال للمجاهد عبد القادر بلحاج الذي بترت ذراعه اليمنى والمجاهد المعطوب رحيم الشيخ الذي اصيب على مستوى ذراعه وركبته اليمنى وظهره مما يؤكد بشاعة الآلة الاستعمارية الفرنسية التي خاب أملها في انتزاع الصحراء من ابنائها والاستيلاء على خيراتها خاصة بعد اكتشاف النفط في حاسي مسعود والغاز في عين أمناس بفضل تجند الاهالي في جنوب البلاد الذين دحضوا مخططاتها الدنيئة مؤكدين لفرنسا الاستعمارية و للعالم اجمع انتماءهم لهذا الوطن وتشبثهم بوحدته الترابية وان الصحراء جزء لا يتجزأ من الوطن الام الجزائر وان سكان الصحراء لا يمكنهم الا ان يكونوا جزائريين . هوامش (1) نص الرسالة الموجهة الى شيوخ البلديات بورقلة من اجل حثهم على القيام بمظاهرة يوم 27 فبراير 1962 للرد على سياسية السلطات الاستعمارية الفرنسية الرامية الى فصل الصحراء الجزائرية عن الوطن الام الجزائر ... الجمهورية الجزائرية جبهة وجيش التحرير الوطني الجزائري الولاية السادسة / المنطقة الرابعة / الناحية الرابعة إلى الأخسي العيد رقم (07) بعد السلام الوطني أبعث إليكم هذه التعليمات يجب أن تعيروها اهتمامكم وأن تأمروا كافة المواطنين بأن يقوموا بمظاهرات يوم 27 فبراير 1962 عند الساعة الثامنة صباحا ليعبروا فيها على أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية هي الممثل الوحيد للشعب الجزائري ويهتفوا بأن الصحراء جزائرية ويرفعون العلم الوطني إن هذا الوقت مناسب والكيفية تكون كما يلي تجمعون الشبان وتأمرونهم بأن يقوموا بالمبادرة ويأتي من ورائهم كافة المواطنين نساء ورجالاإذ الأمة كلها تنتظر المبادرةإنكم بتضحياتكم ترفعون رأس بلادكم عاليا وتزيلون عنها وتزعزعون أركانهموالسلام (2) اول شهيد في مظاهرات المنقر كان محمد مايو بن الحاج علي ثم لخضر بورقعة– محمد الصغيربلة– علي شوية – خليفة بن جدو – صالح غندير– العايش خورارة فيما أصيب بجروح خطيرة استشهد على اثرها بعد يومين محمد نواري بن محمود – بشير خورارة– محمد زروق نواري – و محمد خيراني الذي استشهد اثر انفجار قنبلة بالمنقر الغربي.جريدة التحرير الجزائرية. ...بقلم / عبد الله عمراوي
تعليقات